الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **
عمير بن حبيب بن حباشة، وقيل: خماشة، بن جويبر بن عبيد بن عنان بن عامر بن خطمة الأنصاري الخطمي. جد أبي جعفر الخطمي المحدث، واسم أبي جعفر: عمير بن يزيد بن عمير، يقال: إنه ممن بايع تحت الشجرة، وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه، وتوفي أبوه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبره بعد ما دفن. روى أبو جعفر أن جده عمير بن حبيب- وكان ممن بايع تحت الشجرة- فقال: أي بني، إياكم ومجالسة السفهاء، فإن مجالستهم داء وإنه من يحلم عن السفيه يسر بحمله، ومن يجبه يندم، ومن لا يفر بقليل ما يأتي به السفيه يفر بالكثير، وإذا أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر، فليوطن نفسه قبل ذلك على الأذى، ليوقن بالثواب، فإنه من يوقن بالثواب من الله تعالى لا يجد مس الأذى. أخرجه الثلاثة. عمير بن حرام الأنصاري بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي شهد بدراً، قاله الواقدي، وابن الكلبي، وابن عمارة. أخرجه أبو عمر، وأبو موسى. عمير بن الحصين، من أهل نجران. كان ممن ثبت أهل نجران على الإسلام لما ارتدت العرب. ذكره أبو علي مستدركاً على أبي عمر. عمير بن الحمام بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري السلمي. تقدم نسبه. شهد بدراً، قاله موسى بن عقبة، وقتل ببدر، وهو أول قتيل من الأنصار في الإسلام في حرب. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين عبيدة بن الحارث المطلبي، فقتلا يوم بدر جميعاً. قال ابن إسحاق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "لا يقاتل أحد في هذا اليوم فيقتل صابراً محتسباً، مقبلاً غير مدبر، إلا دخل الجنة". وكان عمير، واقفاً في الصف بيده تمرات يأكلهن، فسمع ذلك فقال: بخ بخ، ما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء، وألقى التمرات من يده، وأخذ السيف فقاتل القوم وهو يقول: والصبر في الله على الجهاد ** إن التقى من أعظم السداد
وخير ما قاد إلى الـرشـاد ** وكل حي فـإلـى نـفـاد ثم حمل، فلم يزل يقاتل حتى قتل، قتله خالد بن الأعلم. أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى. عمير بن رئاب بن حذيفة بن مهشم بن سعيد بن سهم، قاله الكلبي وابن إسحاق. وقال الواقدي: هو عمير بن رئاب بن حذافة بن سعيد بن سهم. وقال الزبير: فمن ولد رئاب بن مهشم: عمير بن رئاب بن مهشم بن سعيد بن سهم القرشي السهمي. من السابقين إلى الإسلام، ومن المهاجرين إلى أرض الحبشة وإلى المدينة، واستشهد بعين التمر مع خالد بن الوليد، في خلافة أبي بكر الصديق. ولا عقب له. رواه جعفر بإسناده عن ابن إسحاق، وكذلك رواه يونس والبكائي وسلمة، عن ابن إسحاق. أخرجه أبو عمر، وأبو موسى. سعيد بن سهم: بضم السين، وقيل: بفتحها، والله أعلم. عمير بن زيد بن أحمر، أورده جعفر المستغفري، وقال: له صحبة، ولم يورد له شيئاً. أخرجه أبو موسى مختصراً. عمير السدوسي. ذكره ابن قانع، وروى بإسناده عن عمرو بن عنان بن عمير عن أبيه، عن جده، أنه جاء بإداوة من عند النبي صلى الله عليه وسلم قد غسل فيها وجهه، ومضمض وبزق في الماء، وغسل كفيه وذراعيه. وذكر صاحب كتاب "الوحدان" بإسناده عن عمرو بن عنان بن عبد الله بن عمير السدوسي عن أبيه، عن جده: أنه جاء بإداوة. فعلى هذا تكون الصحبة لعبد الله بن عمير السدوسي، وقد ذكرناه وهو الصواب. عمير بن سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن عوف، قاله أبو نعيم عن الواقدي. وقال أبو نعيم: "وقيل: عمير بن سعد بن شهيد بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد الأنصاري وهكذا نسبه ابن منده، ولم يذكر النسب الأول، وهو الذي يقال له: "نسيج وحده" نزل فلسطين. وقال ابن الكلبي: سعد بن عبيد بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية، شهد بدراً. ثم قال بعده: وعمير بن سعد بن شهد بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن زيد بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، بعثه عمر بن الخطاب على جيش إلى الشام. فجعل ابن الكلبي سعد بن عبيد بن قيس بن عمرو بن زيد غير سعد والد عمير بن سعد بن شهيد بن عمرو بن زيد بن أمية، جعلهما يجتمعان في عمرو بن زيد. وكان عمير من فضلاء الصحابة، وزهادهم. وقال ابن منده: عمير بن سعيد بن شهيد بن عمرو بن زيد بن أمية الأنصاري، يقال له: نسيج وحده نزل فلسطين، ومات بها. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا عدوى" روى عنه ابنه عبد الرحمن، وأبو طلحة الخولاني، وغيرهما. قال أبو عمر: عمير بن سعد بن عبيد بن النعمان الأنصاري، هو الذي كان الجلاس بن سويد زوج أمه، وقد ربى عميراً: وأحسن إليه. فسمعه عمير في غزوة تبوك وهو يقول: إن كان ما يقول محمد حقاً لنحن شر من الحمير، فقال عمير: أشهد أنه لصادق، وإنك شر من الحمير. وقال: والله إني لأخشى إن كتمتها عن النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل القرآن، وأن أخلط بخطيئة، ولنعم الأب هو لي! فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الجلاس فعرفه، فتحالفا،- فجاء الوحي فسكتوا- وكذلك كانوا يفعلون- فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وقرأ: وكان الجلاس قد حلف أن لا ينفق على عمير، فراجع النفقة عليه توبة منه. قال عروة: فما زال عمير في علياء بعد هذا حتى مات. وأما هذه القصة فجعلها ابن منده وأبو نعيم في عمير بن عبيد، ونذكره إن شاء الله تعالى. وأما قوله تعالى: وقال ابن سيرين: لما نزل القرآن أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بأذن عمير، وقال: "يا غلام، وفت أذنك، وصدقك ربك". وكان عمر بن الخطاب قد استعمل عمير بن سعد هذا على حمص. وزعم أهل الكوفة أن أبا زيد الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه سعد وأنه والد عمير هذا. وخالفهم غيرهم، فقالوا اسم أبي زيد: قيس بن السكن. وما أبعد قول من يقول إنه والد عمير هذا- من الصواب، فإن أبا زيد قال أنس: "هو أحد عمومتي"، وأنس من الخزرج، وهذا عمير من الأوس، فكيف يكون ابنه?! ومات عمير هذا بالشام، وكان عمر بن الخطاب يقول: وددت لو أن لي رجلاً مثل عمير، أستعين به على أعمال المسلمين. أخرجه الثلاثة. شهيد: بضم الشين المعجمة. عمير بن سعد بن فهد، وقيل: عمير بن فهد العبدي، أبو الأشعث. أنبأنا أبو الفضل بن أبي الحسن الطبري بإسناده عن أبي يعلى قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، أنبأنا ابن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن الأشعث بن عمير العبدي، عن أبيه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس، فلما أرادوا الانصراف قالوا: قد حفظتم عن النبي صلى الله عليه وسلم كل شيء سمعتموه منه، فسلوه عن النبيذ. فأتوه فقالوا: يا رسول الله، إنا في أرض وخيمة لا يصلحنا إلا الشراب? قال: "وما شرابكم"? قالوا: النبيذ. قال: "في أي شيء تنبذونه"? قالوا: في النقير. قال: "لا تشربوا في النقير". فخرجوا من عنده- قالوا: والله لا يصالحنا قومنا على هذا، فرجعوا فسألوا، فقال لهم مثل ذلك. فقال: "لا تشربوا في النقير، فيضرب الرجل منكم ابن عمه ضربة لا يزال منها أعرج". فضحكوا فقال: "من أي شيء تضحكون"? قالوا: والذي بعثك بالحق، لقد شربنا في نقير لنا، فقام بعضنا إلى بعض فضرب هذا منها ضربة، هو أعرج منها إلى يوم القيامة. أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، إلا أن أبا نعيم قال: "عمير بن سعد"، ولم يشك. وأما أبو عمر وأبو موسى، فقالا: عمير بن فهد، وقيل: عمير بن سعد بن فهد، والله أعلم. عامل عمر بن الخطاب على حمص. أخرجه أبو زكريا، وقال أبو موسى: إنما هو عمير بن سعد، وقد أورده كلهم، ولا أشك أن أبا زكريا قد رأى غاطاً من الناسخ، فنقله ولم ينظر فيه، والله أعلم. عمير بن سعيد، من بني عمرو بن عوف. وهو ابن امرأة الجلاس بن سويد. أخرجه أبو موسى وقال: ذكره ابن شاهين، وقال: حدثنا موسى، أنبأنا عبد الله قال: قال: ابن سعد، بذلك. قلت: كذا أخرج أبو موسى هاتين الترجمتين، وهو غلط. وإنما هما عمير بن سعد بغير ياء، وقد تقدم ذكره. وهو عامل عمر، وهو ابن امرأة الجلاس، فلا أدري لأي معنى أخرجه أبو موسى، مع علمه أنه سهو! والله أعلم. له صحبة، معدود في أهل الحجاز، مختلف في صحبته. أنبأنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده عن أبي بكر بن أبي عاصم: حدثنا يعقوب بن حميد، عن عبد العزيز بن محمد بن أبي حازم، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن عمير بن سلمة قال: بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض مياه الروحاء- وقال ابن أبي حازم: ببعض نواحي الروحاء- إذا حمار وحش معقور، فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "دعوه، فيوشك أن صاحبه يأتيه". فأتى صاحبه الذي عقره، وهو رجل من بهز، فقال: يا رسول الله، شأنكم بهذا الحمار! فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر فقسمه بين الرفاق. قال: ثم مضى، فلما كان بالإثابة مر بظبي حاقف في ظل شجرة فيه سهم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يهيجه إنسان، فنفذ الناس وتركوه. كذا ساق ابن أبي عاصم هذا الحديث، ورواه حماد بن زيد، وهشيم، والليث، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، مثله. وخالفهم مالك بن أنس، وأبو أويس، وعبد الوهاب وحماد بن سلمة فقالوا: عن يحيى، عن محمد، عن عيسى، عن عمير، عن البهزي. قال أبو عمر: والصحيح أنه لعمير بن سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: والبهزي كان صائد الحمار، لم يختلفوا في صحبة عمير. أخرجه الثلاثة. عمير، أبو سيارة المتعي. كذا سماه سعيد، وأورده في الكنى. وكان مولى لبني بجالة، مختلف فيه. أخرجه أبو موسى مختصراً. عمير بن شبرمة. ذكر في ترجمة عبيد بن شرية. أخرجه أبو موسى مختصراً. عمير بن صابي اليشكري، أخو مرة. خرج مع خالد بن الوليد من المدينة لقتال أهل الردة. ذكره ابن الدباغ مستدركاً على أبي عمر. عمير بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي، ثم النجاري، أبو داود. شهد بدراً قاله عروة بن شهاب، وابن إسحاق. أنبأنا عبيد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً، من بني خنساء بن مبذول )أبو داود عمير بن مالك بن خنساء(. عمير بن قتادة بن سعد الليثي، سكن مكة(. روى عنه ابنه عبيد أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر فقال: "هي تسع: الإشراك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات، وعقوق الوالدين المسلمين، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتاً". أخرجه أبو عمر، وأبو موسى. عمير بن مالك، أورده ابن شاهين. روى سفيان الثوري، عن إسماعيل بن سميع عن عمير بن مالك قال: قال رجل: يا رسول الله، إني لقيت أبي في الغزو، فصفحت عنه? فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال آخر: يا رسول الله، إني لقيت أبي في الغزو فسمعت مقالة سيئة، فقتلته? فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو موسى. عمير والد مالك. أورده أبو بكر الإسماعيلي في الصحابة. روى عنه ابنه مالك أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة، فقال: "عرفها، فإن وجدت من يعرفها فادفعها إليه، وإلا فاستمتع بها، وأشهد بها عليك. فإن جاء صاحبها فادفعها إليه، وإلا فهو مال الله يؤتيه من يشاء". أخرجه أبو موسى. عمير ذو مران القيل بن أفلح بن شراحيل بن ربيعة- وهو ناعط- بن مرشد الهمداني. كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو جد مجالد بن سعيد الهمداني. قال عبد الغني بن سعيد: عمير ذو مران، وهو من الصحابة. روى مجالد بن سعيد بن عمير ذي مران، عن أبيه، عن جده عمير قال: جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى عمير ذي مران ومن أسلم من همدان، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإننا بلغنا إسلامكم مقدمنا من أرض الروم، فأبشروا فإن الله تعالى قد هداكم بهدايته، وإنكم إذا شهدتم أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأقمتم الصلاة وأنطيتم الزكاة فإن لكم ذمة الله وذمة رسوله، على دمائكم وأموالكم، وعلى أرض القوم الذين أسلمتم عليها، سهلها وجبالها، غير مظلومين ولا مضيق عليهم، وإن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته، وإن مالك بن مرارة الرهاوي قد حفظ الغيب، وأدى الأمانة، وبلغ الرسالة، فآمرك به خيراً فإنه منظور إليه في قومه". أخرجه الثلاثة. عمير المزني. قال أبو نعيم: ذكره سليمان، ولم يخرج له شيئاً. أخرجه أبو نعيم وأبو موسى. عمير بن معبد: عمير بن معبد بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد الأنصاري الأوسي. قاله موسى. وقال ابن إسحاق: وهو عمرو بن معبد بن الأزعر. شهد بدراً، وأحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد المائة الصابرة يوم حنين. أخرجه أبو عمر، وأبو موسى. عمير، جد معرف بن واصل. روى أسباط بن محمد، عن معرف بن واصل السعدي، عن حفصة بنت الأقعس، عن عمير جد معرف قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بطبق.. وذكر الحديث. أخرجه ابن منده مختصراً. عمير بن تويم. يعد في الكوفيين، حديثه عند شعبة ومسعر، عن عبيد الله بن الحسن، عن عبد الرحمن بن معقل، عن غالب بن ابجر وعمير بن نويم أنهما سألا النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله، إنا لم يبق لنا من أموالنا شيء إلا الحمر الأهلية، فقال: "أطعموا أهليكم من سمين مالكم، فإني قذرت لكم جوال القرية". أخرجه أبو عمر. عمير بن نيار الأنصاري. وقيل: ابن أخي أبي بردة بن نيار. شهد بدراً يعد في أهل الكوفة. روى عنه ابنه سعيد، مختلف في حديثه. روى وكيع عن سعيد بن سعيد التغلبي، عن سعيد بن عمير، عن أبيه- وكان بدرياً- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى عليّ صلاة مخلصاً بها قلبه، صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه عشر درجات، وكتب له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات". وروى عن سعيد بن عمير، عن عمه. أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: والد سعيد، فربما يظن أنه غير هذا، وهو هو، والله أعلم. عمير بن ودقة. أحد المؤلفة قلوبهم، لم يبلغ به رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل يوم حنين، لا هو ولا قيس بن مخرمة، ولا عباس بن مرداس، ولا هشام بن عمرو ولا سعيد بن يربوع، وسائر المؤلفة قلوبهم أعطاهم مائة مائة من الإبل. أخرجه أبو عمر. عمير بن أبي وقاص- واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب- أخو سعد بن أبي وقاص الزهري، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس. قديم الإسلام، مهاجري. شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل بها شهيداً. واستصغره النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد المسير إلى بدر، فبكى، فأجازه. وكان سيفه طويلاً، فعقد عليه حمائل سيفه، وكان عمره حين قتل ست عشرة سنة قتله عمرو بن عبد ود. أنبأنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، فيمن استشهد من المسلمين ببدر: "..وعمير بن أبي وقاص". ووافقه الزهري، وموسى، وعروة. قال سعد: رأيت أخي قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوارء، فقلت: ما لك يا أخي? قال: أخاف أن يستصغرني رسول الله فيردني، وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة! فرزق ما تمنى. أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى. عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي، يكنى أبا أمية. كان له قدر وشرف في قريش، وهو ابن عم صفوان بن أمية بن خلف. وشهد بدراً مع المشركين كافراً، وهو القائل يومئذ لقريش عن الأنصار: أرى وجوهاً كوجوه الحيات: لا يموتون ظمأً أو يقتلون منا أعدادهم، فلا تعرضوا لهم وجوهاً كأنها المصابيح. فقالوا: دع هذا عنك. فحرش بين القوم، فكان أول من رمى بنفسه عن فرسه بين المسلمين، وأنشب الحرب. وكان من أبطال قريش وشياطينهم، وهو الذي مشى حول المسلمين ليحزرهم يوم بدر، فلما انهزم المشركون كان عمير فيمن نجا، واسر ابنه وهب بن عمير يومئذ، فلما عاد المنهزمون إلى مكة جلس عمير وصفوان بن أمية بن خلف، فقال صفوان: قبح الله العيش بعد قتلى بدر?! قال عمير: أجل، ولولا دين علي ل أجد قضاءه وعيال لا أدع لهم شيئاً، لخرجت إلى محمد فقتلته إن ملأت عيني منه، فإن لي عنده على أعتل بها، أقول: قدمت على ابني هذا الأسير. ففرح صفوان وقال: علي دينك، وعيالك أسوة عيالي في النفقة. فجهزه صفوان، وأمر بسيف فسم وصقل، فأقبل عمير حتى قدم المدينة، فنزل بباب المسجد، فنظر إليه عمر بن الخطاب وهو في نفر من الأنصار يتحدثون عن وقعة بدر، ويذكرون نعم الله فيها، فلما رآه عمر معه السيف فزع وقال: هذا عدو الله الذي حزرنا للقوم يوم بدر. ثم قام عمر فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا عمير بن وهب قد دخل المسجد متقلداً سيفاً، وهو الغادر الفاجر، يا رسول الله لا تأمنه على شيء. قال: "أدخله علي". فخرج عمر فأمر أصحابه أن ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم واحترسوا من عمير. وأقبل عمر وعمير فدخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع عمير سيف، فقال: أنعموا صباحاً- وهي تحيتهم في الجاهلية- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قد أكرمنا الله عن تحيتك، السلام تحية أهل الجنة! فما أقدمك يا عمير? قال: قدمت في أسيري، ففادونا في أسيركم، فإنكم العشيرة والأهل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فما بال السيف في رقبتك"? فقال عمير: فبحها الله، فهل أغنت عنا في شيء، إنما نسيته حين نزلت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اصدقني، ما أقدمك"? قال: قدمت في أسيري. قال: "فما الذي شرطت لصفوان بن أمية في الحجر"? ففزع عمير فقال: ما شرطت له شيئاً! قال: "تحملت له بقتلي على أن يعول بنيك، ويقضي دينك، والله حائل بيني وبينك"! قال عمير: اشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، يا رسول الله، كنا نكذبك بالوحي، وبما يأتيك من السماء، وإن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان في الحجر، والحمد لله الذي ساقني هذا المساق، وقد آمنت بالله ورسوله. ففرح المسلمون حين هداه الله. قال عمر: والذي نفسي بيده لخنزير كان أحب إليّ من عمير حين طلع، ولهو اليوم أحب إليّ من بعض ولدي! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجلس يا عمير نؤانسك". وقال لأصحابه: "علموا أخاكم القرآن". وأطلق له أسيره، فقال عمير: يا رسول الله، قد كنت جاهداً ما استطعت على اطفاء نور الله، والحمد لله الذي هداني من الهلكة، فائذن لي يا رسول الله فألحق بقريش فأدعوهم إلى الله تعالى وإلى الإسلام، لعل الله أن يهديهم ويستقذهم من الهلكة. فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحق بمكة وجعل صفوان بن أمية يقول لقريش: ابشروا بفتح ينسيكم وقعة بدر. وجعل يسأل كل من قدم من المدينة: هل كان بها من حدث? حتى قدم عليه رجل فأخبره أن عميراً أسلم، فلعنه المشركون، وقالوا: صبأ، وحلف صفوان لا ينفعه بنفع أبداً، ولا يكلمه كلمة أبداً. فقدم عليهم عمير، فدعاهم إلى الإسلام، فأسلم بشر كثير. أخرجه الثلاثة. عمير. غير منسوب. هو رجل من الصحابة، له ذكر في حديث الزهري، عن أنس قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوماً نصف النهار، وعلى بطنه صخرة مشدودة، فأهدى له غلام من الأنصار شيئاً، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "من أنت"? قال: أنا عمير، وأمي فلانة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلوا فأكلوا حتى شبعوا وشربوا من اللبن". أخرجه ابن منده وأبو نعيم. عميرة- بفتح العين، وكسر الميم، وآخره هاء- هو ابن الأعزل أبو سيارة المتعي، من قيس عيلان، ثم من بني عدوان، ثم من بني حارثة. قاله جعفر: قال: ورأيت في كتاب ابن حبيب عميلة بن الأعزل بن خالد بن سعد بن الحارث بن راش بن زيد بن الحارث، وهو عدوان. وقد تقدم ذكر أبي سيارة في عمير. أخرجه أبو موسى. عميرة بن فروخ. قال جعفر المستغفري: كذا ترجم بحيى بن يونس. قال أبو موسى: وهو عند والد العرس بن عميرة، وروى حديثاً عن عدي بن عدي قال: حدثني مولى لنا أنه سمع جدي يقول: "إن الله عز وجل لا يعذب العامة بذنب الخاصة". أخرجه أبو موسى هكذا مختصراً. قلت: قول أبي موسى هو عندي والد العرس بن عميرة فإن والد العرس هو: عميرة بن فروة، آخره هاء، وهذا آخره خاء، فكيف يشتبهان? وربما يكون "فروخ" غلطاً، فكان ذكر أنه غلط، والصواب فروة، فيكون حينئذ والد العرس. ولا شك أنه والد العرس بن عميرة، وهو جد عدي بن عدي بن عميرة بن فروة، وفروخ غلط. والحديث أخبرنا به يحيى بن محمد إجازة بإسناده عن أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، عن سيف بن سليمان، قال سمعت عدي بن عدي الكندي يحدث مجاهداً قال: حدثني مولى لنا عن جدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى لا يعذب العامة بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه، فلا ينكرونه، فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة بذنب الخاصة". وما أقرب أن يكون "فروخ" من غلط الكاتب، فإن "فروة" يقرب من صورة "فروخ" والله أعلم. عميرة بن مالك الخارفي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد همدان، منصرفه من تبوك. وذكره أبو عمر في ترجمة "مالك بن نمط" والله أعلم. عنان. أورده العسكري، وقال: هو رجل من الصحابة. لا يعرف له إلا هذا الحديث ورواه بإسناده عن عبد الرحمن بن عنان، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام ستاً بعد يوم الفطر، فكأنما صام الدهر أو السنة". أخرجه أبو موسى. عنبس بن ثعلبة البلوي. شهد فتح مصر، قاله ابن يونس. أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: لا تعرف له رواية. عنبسة بن أمية بن خلف الجمحي، أبو غليظ، قيل: اسمه عنبسة، وقيل غير ذلك، ويذكر في الكنى إن شاء الله تعالى. عنبسة بن ربيعة الجهني. يقال: إن له صحبة. أورده جعفر كذلك ولم يزد. أخرجه أبو موسى. عنبسة بن أبي سفيان. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح له رواية ولا صحبة. روى عنه أبو أمامة الباهلي والنعمان بن سالم. أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- ولم يزد عليه. وقال: أتفق متقدمو أئمتنا أنه من التابعين. عنبة بن سهيل بن عمرو العامري. وهو أخو أبي جندل، وقيل عتبة، ولا يصح. أسلم عنبة مع أبيه، وقتل بالشأم شهيداً. وكانت فاخته بنته معه بالشام، فلما قتل قدم بها على عمر بن الخطاب، وقدم عليه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وقد قتل أبوه بالشام أيضاً فقال: "زوجوا الشريد للشريد" فتزوجها عبد الرحمن، فهي أم أولاد: أبي بكر، وعمرو، وعثمان وعكرمة. أخرجه أبو عمر. عنبة: بالنون، والباء الموحدة، قاله ابن ماكولا. عنتر العذري. له صحبة. روى حديثه أبو حاتم الرازي. يقال: إنه تفرد. قال عبد الغني: قيل: "عس" العذري، بالسين غير معجمة، وقيل: إنه أصح من "عنتر" بالنون والتاء فوقها نقطتان، وقد تقدم في "عس" أتم من هذا. عنترة، بزيادة هاء، هو عنترة السلمي ثم الذكواني، حليف لبني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة. بطن من الأنصار. شهد بدراً، كذا قال ابن هشام. وقال ابن إسحاق وابن عقبة في عنترة، هذا هو مولى سليم بن عمرو بن حديدة الأنصاري. شهد بدراً، وقتل يوم أحد شهيداً، قتله نوفل بن معاوية الديلي. أنبأنا عبيد الله بن السمين بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً: "..وعنترة مولى سليم بن عمرو بن حديدة". أخرجه أبو عمر. قلت: كذا قال أبو عمر، عن ابن هشام. والذي رأيناه في كتاب ابن هشام، قال: فيمن شهد بدراً ومن بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة: "وسليم بن عمرو بن حديدة، وعنترة مولى سليم بن عمرو" والله أعلم. عنترة الشيباني، أبو هارون. روى عبد الملك بن هارون بن عنترة الشيباني، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: "وما تعدون الشهيد فيكم"? قلنا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله? قال: "إن شهداء أمتي إذاً لقليل، من قتل في سبيل الله شهيد، والبطن شهيد، والمتردي شهيد، والنفساء شهيد، والغريق شهيد، والسبيل شهيد، والحريق شهيد، والغريب شهيد". أخرجه أبو موسى. عنزة بن نقب من بني كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني العنبر، وهو جد سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة قاضي البصرة. ذكره ابن الدباغ وقد نسبه ابن ماكولا فقال: عنترة بن نقب بن عمرو بن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر. عنمة، والد إبراهيم بن عنمة الجهني. قاله ابن منده وأبو نعيم، وجعله أبو عمر مزنياً، ووافقه ابن ماكولا في ترجمة "عنمة المزني" ثم قال: إبراهيم بن عنمة المزني يروى عنه، عن أبيه- ثم قال: وابنه محمد بن إبراهيم بن عنمة الجهني، فجعله في هذه الترجمة جهنياً. وجعل أباه وجده مزنيين! ولعله قيل فيه القولان، والله أعلم. روى محمد بن إبراهيم بن عنمة، عن أبيه، عن جده أنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلقيه رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي إنه ليسوؤني الذي أرى بوجهك! فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى وجه الرجل، وقال: الجوع! الحديث، وقد ذكرناه في "عثمة" بالثاء المثلثة؛ فإن أبا نعيم أخرجه كذلك وحده، وأخرجه ابن منده وأبو عمر "عنمة بالنون" والله أعلم. وهو الصواب. عنمة بن عدي بن عبد مناف بن كنانة بن جهمة بن عدي بن الربعة بن رشدان الجهني. شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن الكلبي، ولم يذكروه، ولا أعلم هو الأول أم غيره، فإن كان الأول شهد بدراً فهما واحد على قول من يجعل الأول جهنياً، وإن لم يكن شهدها فهما اثنان، لا سيما على قول من يجعل الأول مزنياً. ?عنيز العذري: عنيز العذري، ويقال: الغفاري. أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم أرضاً بوادي القرى، فهي تنسب إليه، وسكنها إلى أن مات، ويقال في هذا "عس" وقد ذكرناه. أخرجه أبو عمر. وهو ضبطه كذا بالنون والزاي. وقال عبد الغني "عنتر" بالنون والتاء فوقها نقطتان، وقال: وقد قيل "عس"، يعني بالسين غير معجمة: وقيل: إنه أصح، ولعل أبا موسى لم يخرجه، لأنه علم أن عنيزاً غير صحيح، والله أعلم. العوام بن جهيل المسامي، سادن يغوث. قاله أبو أحمد العسكري، وروى عن ابن دريد، عن السكن بن سعيد، عن محمد بن عباد، عن هشام بن الكلبي قال: كان العوام بن جهيل المسامي، من همدان، يسدن يغوث، فكان يحدث بعد إسلامه قال: كنت أسمر مع جماعة من قومي، فإذا أوى أصحابي إلى رحالهم نمت أنا في بيت الصنم، فنمت في ليلة ذات ريح وبرق ورعد، فلما انهار الليل سمعت هاتفاً من الصنم يقول- ولم نكن سمعنا منه قبل ذلك كلاماً-: يا ابن جهيل، حل بالأصنام الويل، هذا نور سطع من الأرض الحرام، فودع يغوث بالسلام. قال: فألقي والله في قلبي البراءة من الأصنام، وكتمت قومي ما سمعت، وإذا هاتف يقول: قد كشفت دياجـر الـظـلام ** وأصفق الناس على الإسـلام فقلت: فبيتن عن سنة الإسـلام **........................ ووالله ما عرفت الإسلام قبل ذلك، فأجابني يقول: إلى فريق خبر مـا فـريق ** إلى النبي الصادق المصدوق فرميت الصنم وخرجت أريد النبي صلى الله عليه وسلم، فصادفت وفد همدان يريدون النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته خبري، فسر بقولي، ثم قال: "أخبر المسلمين". وأمرني النبي صلى الله عليه وسلم بكسر الأصنام، فرجعنا إلى اليمن وقد امتحن الله قلوبنا للإسلام.
|